وَالْمَنْع وَهُوَ قَول ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة وَمن تبعه وَتَأَول مَا ذكر على أَنه من بدل البداء.
وَكَانَ يَنْبَغِي الِاكْتِفَاء بِالْبَيْتِ الثَّالِث لِأَنَّهُ مَوضِع الشَّاهِد وَحذف مَا قبله.
وَهَذِه الأبيات مطلع قصيدة للنابغة الْجَعْدِي الصَّحَابِيّ كَذَا أوردهَا الْأَصْبَهَانِيّ فِي الأغاني وَزَاد بعْدهَا بَيْتا وَهُوَ:
(ليَالِي تصطاد الرّجال بفاحمٍ ... وأبيض كالإغريض لم يتثلّم)
وَرَوَاهَا ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ كَذَا:
(أيا دَار سلمى بالحزون أَلا اسلمي ... نحيّيك عَن شحطٍ وَإِن لم تكلّمي)
(عفت بعد حيٍّ من سليمٍ وعامرٍ ... تفانوا ودقّوا بَينهم عطر منشم)
(ومسكنها بَين الْفُرَات إِلَى اللّوى ... إِلَى شعبٍ ترعى بهنّ فعيهم)
(أَقَامَت بِهِ البردين ثمّ تذكّرت ... منازلها بَين الجواء فجرثم)
(ليَالِي تصطاد الرّجال بفاحمٍ ... وأبيض كالإغريض لم يتثلّم)
ولنتكلم عَن الرِّوَايَة الأولى أَولا: أيا: حرف نِدَاء وَالدَّار: الْمنزل مؤنث سَمَاعي. وسلمى: اسْم امْرَأَة وَالْبَاء من قَوْله بالحرويّة مُتَعَلقَة
بِمَحْذُوف حَال من دَار. وَأَرَادَ: بالرّملة الحرورية فَإِن حروراء بالمدّ وَيقصر بالمهملات: اسْم رَملَة وعثة بِنَاحِيَة الدّهناء بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْهَاء)
بعْدهَا نون يمدّ وَيقصر.
قَالَ ابْن حبيب: الدهناء: رمال فِي طَرِيق الْيَمَامَة إِلَى مكّة وَهِي منَازِل بني تَمِيم لَا يعرف طولهَا وَأما عرضهَا فَثَلَاث لَيَال وَهِي على أَرْبَعَة