فَأرْسل مَالك إِلَى أَيُّوب بن عِيسَى الضَّبِّيّ فَقَالَ: ائْتِنِي بالفرزدق. فَلم يزل يعْمل فِيهِ حَتَّى أَخذه)
-
فَلَمَّا قيل لمَالِك: هَذَا الفرزدق انتفخ وريده غَضبا فَلَمَّا أَدخل عَلَيْهِ قَالَ:
(أَقُول لنَفْسي حِين غصت بريقها ... أَلا لَيْت شعري مَا لَهَا عِنْد مَالك)
(لَهَا عِنْده أَن يرجع الله روحه ... إِلَيْهَا وتنجو من عَظِيم المهالك)
فسكن مَالك وَأمر بِهِ إِلَى السجْن فهجا أَيُّوب بن عِيسَى الضَّبِّيّ بِتِلْكَ القصيدة ثمَّ مدح خَالِد بن عبد الله وَمَالك بن الْمُنْذر فَلَمَّا لم يَنْفَعهُ مدحهما مدح هشاماً وَاعْتذر إِلَيْهِ:
(ألكني إِلَى راعي الْبَريَّة وَالَّذِي ... لَهُ الْعدْل فِي الأَرْض العريضة نورا)
(أينطقها غَيْرِي وأرمى بجرمها ... وَكَيف ألوم الدَّهْر أَن يتغيرا)
(لَئِن صبرت نَفسِي لقد أمرت بِهِ ... وَخير عباد الله من كَانَ أصبرا)
(وَكنت ابْن أحذار وَلَو كنت خَائفًا ... لَكُنْت من العصماء فِي الطود أحذرا)
(وَلَكِن أَتَوْنِي آمنا لَا أَخَافهُم ... نَهَارا وَكَانَ الله مَا شَاءَ قدرا)