الْمُبْتَدَأ نَحْو: لقائم زيد.
وَقَوله: وَيُقَال لغريب خبر عَن الاسمين جَمِيعًا هَذَا إِنَّمَا يتَصَوَّر على رِوَايَة نصب قيار لَا على رِوَايَة رَفعه. وَفِي بَقِيَّة كَلَامه مَا لَا يخفى على المتأمل.
وَهَذَا الْبَيْت أوردهُ صَاحب تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِي أول بَاب الْمسند على أَنه قد يحذف الْمسند لقصد الِاخْتِصَار والاحتراز عَن الْعَبَث فِي الظَّاهِر مَعَ ضيق الْمقَام بِسَبَب التحسر ومحافظة الْوَزْن.
وَهَذِه النُّكْتَة تجْرِي فِيهِ على رِوَايَة نصب قيار وَرَفعه فَلَا يَنْبَغِي قصرهَا على رِوَايَة الرّفْع كَمَا صنع السعد فِي المطول وَتَبعهُ العباسي فِي معاهد التَّنْصِيص وَكَأَنَّهُ لم تبلغهما رِوَايَة النصب.
-
وَلَفظ الْبَيْت خبر وَمَعْنَاهُ التحسر على الغربة والتوجع من الْكُرْبَة. وقيار بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة قَالَ أَبُو زيد فِي نوادره: هُوَ اسْم جملَة. وَنقل عَن الْخَلِيل أَنه اسْم فرس لَهُ غبراء وَإِلَيْهِ ذهب أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي فِي فرحة الأديب وَقَالَ: هُوَ الْفرس الَّذِي أوطأه ضابئ بعض صبيان أهل الْمَدِينَة حِين أَخذه عُثْمَان وحبسه. وَقيل: اسْم رجل.
قَالَه الْعَيْنِيّ.
والسر فِي تَقْدِيمه على الْأَوَّلين قصد التَّسْوِيَة بَينهمَا فِي التحسر على الاغتراب كَأَنَّهُ أثر فِي غير ذَوي الْعُقُول أَيْضا. وَلَو قَالَ: إِنِّي غَرِيب وقيار لجَاز أَن يتَوَهَّم أَن لَهُ مزية على قيار فِي التأثر عَن الغربة لِأَن ثُبُوت الحكم أَولا أقوى فقدمه لذَلِك. قَالَه السعد.