قَوْله: هواي مَعَ الركب ... إِلَخ أوردهُ الْقزْوِينِي فِي تَلْخِيص الْمِفْتَاح
على أَن تَعْرِيف الْمسند إِلَيْهِ بِالْإِضَافَة لكَونه أخصر طَرِيق.
قَالَ السعد فِي شَرحه: هواي أَي: مهويي وَهَذَا أخصر من الَّذِي أهواه وَنَحْو ذَلِك.
والاختصار مَطْلُوب لضيق الْمقَام وفرط السَّآمَة لكَونه فِي السجْن وحبيبته على الرحيل. ومصعد: ذَاهِب فِي الأَرْض. والجنيب: المجنوب المستتبع. والجثمان: الشَّخْص. والموثق: الْمُقَيد. وَلَفظ الْبَيْت خبر وَمَعْنَاهُ تأسف وتحسر على بعد الحبيب. انْتهى.
وَقَالَ أَمِين الدَّين الطبرسي فِي شرح الحماسة: الركب: جمع رَاكب مثل صحب جمع صَاحب والجثمان الْجِسْم قَالَه الْأَصْمَعِي.)
وَمعنى الْبَيْت: هواي رَاحِلَة مبعدة مَعَ ركبان الْإِبِل القاصدين نَحْو الْيمن وبدني مُقَيّد بِمَكَّة.
وَإِنَّمَا قَالَ هَذِه الأبيات لما كَانَ مَحْبُوسًا بِمَكَّة لدم كَانَ عَلَيْهِ لبني عقيل. وَذكر فِي هَذِه الأبيات صبره على الْبلَاء وَعدم خَوفه من الْمَوْت واستهانته بوعيد المتوعد وحذقه بمشي الْمُقَيد.
-
وَقَوله: عجبت لمسراها المسرى: مصدر ميمي بِمَعْنى السرى وَالضَّمِير لخيال الحبيبة وَهِي مُؤَنّثَة وَهِي وَإِن لم يجر لَهَا ذكر لَكِنَّهَا مَعْلُومَة من الْمقَام. وأنى مَعْنَاهُ كَيفَ أَو من أَيْن وتخلصت: توصلت. يَقُول: تعجبت من سير هَذِه الخيال وَمن توصلها إِلَيّ مَعَ هَذِه الْحَال وَهُوَ أَن بَاب السجْن مغلق عَليّ.