إِلَى أَن قَالَ:
(أَظُنهُ آخر الْأَيَّام من عمري ... وأوشك الْيَوْم أَن يبكي لَهُ الباكي)
وَأنْشد بعده
(كَأَن أُذُنَيْهِ إِذا تشوفا ... قادمةً أَو قَلما محرفا)
على أَن أَصْحَاب الْفراء جوزوا نصب الجزأين بالخمسة الْبَاقِيَة أَيْضا وَمِنْهَا كَأَن وَقد نصب الشَّاعِر بهَا الجزأين: الأول أُذُنَيْهِ وَالثَّانِي قادمة.
-
فَإِن قلت: كَيفَ أخبر عَن الِاثْنَيْنِ بِالْوَاحِدِ قلت: إِن العضوين المشتركين فِي فعل وَاحِد مَعَ اتِّفَاقهمَا فِي التَّسْمِيَة يجوز إِفْرَاد خبرهما لِأَن حكمهمَا وَاحِد.
وَقد ذَكرْنَاهُ مفصلا فِي بَاب الْمثنى. وَقد أُجِيب عَن نصب الْخَبَر بأجوبة: أَحدهَا: مَا قَالَه الشَّارِح الْمُحَقق أَنه لحن وَقد خطئَ قَائِله وَقت إنشاده وَأصْلح لَهُ بِمَا ذكر.
قَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل: حدثت أَن الْعمانِي الراجز أنْشد الرشيد فِي صفة فرس:
(كَأَن أُذُنَيْهِ إِذا تشوفا ... قادمةً أَو قَلما محرفا)