على موصوفه وإعماله فِي الظَّاهِر مُبْتَدأ غير جارٍ على شَيْء أقبح وَأَشد امتناعاً.
وَالْوَجْه الأول حسن سَائِغ.
قَالَ فِي الْإِيضَاح: فَإِذا جَازَ ذَلِك فِيمَا ذَكرْنَاهُ أَي: الْوَجْه الأول لم يكن فِيمَا حمل أَبُو الْحسن عَلَيْهِ الْبَيْت من الظَّاهِر دلَالَة على إجَازَة نَحْو: الْخَلِيفَة أحب إِلَيْهِ يحيى من جَعْفَر حَتَّى يَقُول: الْخَلِيفَة يحيى أحب إِلَيْهِ من جَعْفَر أَو أحب إِلَيْهِ من جَعْفَر يحيى على مَا أجَازه سِيبَوَيْهٍ فِي: مَا رَأَيْت رجلا أحسن فِي عينه الْكحل مِنْهُ فِي عين زيد فَلَا يفصل بَينهمَا بِمَا هُوَ أَجْنَبِي مِنْهُمَا.
ثمَّ قَالَ فِي البغداديات: فَإِن قَالَ قَائِل: أَيجوزُ أَن يكون فخيرٌ خَبرا مقدما لما
بعده وَهُوَ نَحن وَيكون مِنْكُم غير صلَة وَلكنهَا ظرف كَقَوْلِه: وَلست بِالْأَكْثَرِ مِنْهُم حَصى وَتَقْدِيره: وَلست بِالْأَكْثَرِ فيهم لَا على حد: هُوَ أفضل من زيد أَلا ترى أَن الْألف وَاللَّام تعاقب من هُنَا فَالْجَوَاب: أَنه بعيد وَلَيْسَ الْمَعْنى عَلَيْهِ إِنَّمَا يُرِيد: نَحن خير مِنْكُم وَأَن الْفَزع إِلَيْنَا والاستغاثة)
بِنَا نسد مَا لَا تسدون ونمنع من الثغور مَالا تمْنَعُونَ. أَلا ترى أَن مَا بعد هَذَا الْبَيْت:
(وَلم تثق الْعَوَاتِق من غيور ... بغيرته وخلين الحجالا)
وَقَوله: عِنْد الْبَأْس الْعَامِل فِيهِ خير وَلَا يجوز أَن يكون مُتَعَلقا بالمبتدأ الْمَحْذُوف على أَلا يكون التَّقْدِير: فَنحْن خير عِنْد الْبَأْس مِنْكُم يُرِيد: نَحن