وَنَصّ جمَاعَة على منع ذَلِك كُله. قَالَ ابْن الخباز فِي شرح الْإِيضَاح: لَا تدخل لَام الِابْتِدَاء على الْجمل الفعلية إِلَّا فِي بَاب إِن. انْتهى.
وَهُوَ مُقْتَضى كَلَام ابْن الْحَاجِب وَهُوَ أَيْضا قَول الزَّمَخْشَرِيّ قَالَ فِي تَفْسِير: ولسوف يعطيك رَبك: لَام الِابْتِدَاء لَا تدخل إِلَّا على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر.
وَقَالَ فِي لأقسم: هِيَ لَام الِابْتِدَاء دخلت على مُبْتَدأ مَحْذُوف وَلم يقدرها لَام الْقسم لِأَنَّهَا عِنْده مُلَازمَة للنون. وَكَذَا زعم فِي: ولسوف يعطيك رَبك.
وَقَالَ ابْن الْحَاجِب: اللَّام فِي ذَلِك لَام التوكيد وَأما قَول بَعضهم إِنَّهَا لَام الِابْتِدَاء وَإِن الْمُبْتَدَأ مُقَدّر بعْدهَا ففاسد من جِهَات: إِحْدَاهَا: أَن اللَّام مَعَ الِابْتِدَاء كقد مَعَ الْفِعْل وَإِن مَعَ الِاسْم فَكَمَا لَا يحذف الْفِعْل وَالِاسْم ويبقيان بعد حذفهما كَذَلِك اللَّام بعد حذف الِاسْم.
-
وَالثَّانيَِة: أَنه قدر الْمُبْتَدَأ فِي نَحْو: لسوف يقوم زيد يصير التَّقْدِير: لزيد سَوف يقوم. وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الضعْف.
وَالثَّالِثَة: أَنه يلْزم إِضْمَار لَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْكَلَام. انْتهى.
وَقَول الشَّاعِر: لأورث مضارع مَبْنِيّ للْفَاعِل وَهُوَ ضمير الْمُتَكَلّم متعهد إِلَى مفعولين تَقول: ورث زيد المَال فتعديه بِالْهَمْزَةِ إِلَى اثْنَيْنِ وَتقول أورثته المَال أَي: أكسبته إِيَّاه وَالْمَفْعُول الأول هُنَا مَحْذُوف وَالتَّقْدِير: لأورث النَّاس وَسنة الْمَفْعُول الثَّانِي.)
وَالسّنة: السِّيرَة حميدةً كَانَت أَو ذميمة وَهِي