وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الوقشي فِيمَا كتبه على كَامِل الْمبرد على هَذَا الْبَيْت: خالدة: هِيَ بنت أَرقم أم كردم وكريدم ابْني شُعْبَة الفزاريين وكردم هُوَ الَّذِي طعن دُرَيْد بن الصمَّة يَوْم قتل أَخُوهُ عبد الله.
وَهَذَا المصراع وَقع فِي شعر عبيد بن الأبرص الجاهلي أَيْضا لما قَتله الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء قَالَ لَهُ بعض الْحَاضِرين: مَا أَشد جزعك للْمَوْت.
فَقَالَ: المتقارب
(لَا غرو من عيشة نافده ... وَهل ير مَا ميتَة واحده)
(لَهَا مُدَّة فنفوس الْعباد ... إِلَيْهَا وَإِن كرهت قاصده)
(فَلَا تجزعوا لحمام دنا ... فللموت مَا تَلد الوالده)
وَوَقع فِي شعر سماك بن عَمْرو الْبَاهِلِيّ أَيْضا وَهُوَ أول من قَالَ: لَا أطلب أثرا بعد عين وَهُوَ جاهلي أَيْضا. قَالَ لما خير بَين أَن يقتل هُوَ أَو أَخُوهُ مَالك فَقَتَلُوهُ دون أَخِيه من أَبْيَات:
(فأقسم لَو قتلوا مَالِكًا ... لَكُنْت لَهُم حَيَّة راصده)
(بِرَأْس سَبِيل على مرقب ... وَيَوْما على طرق وارده
)
فَأم سماك فَلَا تجزعي فللموت مَا تَلد الوالده)
وَأنْشد بعده:
(فَلَا وَالله لَا يلفى لما بِي ... وَلَا للما بهم أبدا دَوَاء)
وَتقدم شَرحه فِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة فِي بَاب المنادى.