الكأس على جَمِيع الجلساء.
قَالَ طليحة: وَكَانَ الترجمان إِلَى جَانِبي فَقلت لَهُ: مَا هَذَا الشّعْر الَّذِي أطرب الْملك هَذَا الطَّرب فَقَالَ: خرج يَوْمًا متنزهاً فلقي غُلَاما حسن الصُّورَة وَفِي يَمِينه ورد فَاسْتَحْسَنَهُ وَأمر أَن يصنع لَهُ فِيهِ شعر فَإِذا غناهُ الْمُغنِي ذَلِك الشّعْر طرب وَفعل مَا رَأَيْت.
فَقلت: مَا فِي هَذَا مِمَّا يطرب حَتَّى يبلغ فِيهِ هَذَا الْمبلغ فَسَأَلَ كسْرَى الترجمان عَمَّا حاورني فِيهِ فَأخْبرهُ فَقَالَ: قل لَهُ: إِذا كَانَ هَذَا لَا يطرب فَمَا الَّذِي يطربك أَنْت فَأدى إِلَيّ الترجمان قَوْله فَقلت: قَول الْأَعْشَى: مَا بكاء الْكَبِير بالأطلال الْبَيْت فَأخْبرهُ الترجمان بذلك فَقَالَ كسْرَى: وَمَا معنى هَذَا فَقلت: هَذَا شيخ مر بمنزل محبوبته فَوَجَدَهُ خَالِيا قد عَفا وَتغَير وَجعل يبكي. فَضَحِك كسْرَى وَقَالَ: وَمَا الَّذِي يطربك من شيخ وَاقِف فِي خربة وَهُوَ يبكي أوليس الَّذِي أطربنا نَحن أولى بِأَن يطرب لَهُ قَالَ طليحة: فثقل عَلَيْهِ جَانِبي بعد ذَلِك.
وَقَوله: لات هُنَا ذكري جبيرَة بِضَم الْجِيم: اسْم امْرَأَة وَهُوَ من شَوَاهِد النَّحْوِيين وَتقدم تَوْجِيهه فِي الشَّاهِد الثَّالِث والثمانين بعد الْمِائَتَيْنِ.
-
وَأنْشد بعده
الْكَامِل غلب تشذر بِالدُّخُولِ