يَا حرف تَنْبِيه وعجباً مصدر مَنْصُوب بِفعل مَحْذُوف ي: تعجبوا عجبا. وَيحْتَمل أَن تكون يَا حرف نِدَاء والمنادى مَحْذُوف أَي: يَا قوم وعجباً كَذَلِك.

فَكَلَام الأندلسي جَار على كل من هذَيْن الْوَجْهَيْنِ. وَأما الثَّانِي فَإِنَّهُ أَرَادَ: فيا عجبي فَقلب يَاء الْمُتَكَلّم ألفا وَهِي لُغَة.

وَأما قَوْله: خفض كُلَيْب محَال ... . إِلَخ فَنَقُول: هِيَ جَارة والمغيا غير مَذْكُور وَالتَّقْدِير: فوا)

عجبا النَّاس تسبني حَتَّى كُلَيْب. وَهَذَا الْمَذْكُور لَا بُد مِنْهُ فِي الابتدائية أَيْضا.

وَقَوله: وَلم يَأْتِ إِلَّا بالتحقير نقُول: لَا يضر ذَلِك. وَمِثَال التَّعْظِيم:

حَتَّى مَاء دجلة أشكل الْبَيْت الْآتِي وَقَوله: صَوَابه النصب فيهمَا يَعْنِي أَنه يجب أَن يَقُول: وَيكون يسبني إِمَّا حَالا من كُلَيْب أَو مستأنفاً بنصبهما لِأَنَّهُ خبر كَانَ وَكَأَنَّهُ رفع على تَقْدِير يكون إِمَّا تَامَّة أَو زَائِدَة.

وَقَوله: لَا أعلم مَا أَرَادَ بقوله: وَحَتَّى كُلَيْب مُتَعَلق بِهِ أَقُول: إِنَّه يُرِيد أَن حَتَّى الجارة تكون مُتَعَلقَة بيسبني إِذْ كل جَار لَا بُد لَهُ من مُتَعَلق. وَهَذَا ظَاهر.

قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: وَلَا بُد من تَقْدِير مَحْذُوف قبل حَتَّى من هَذَا الْبَيْت بِكَوْن مَا بعد وَالْبَيْت من قصيدة للفرزدق هجا بهَا جَرِيرًا تقدم بعض مِنْهَا فِي الشَّاهِد السَّادِس بعد السبعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015