وَالتَّشْدِيد وَالْمدّ: طَائِر أَي: كَأَن فُؤَاده على جنَاح طَائِر. وَهَذَا تَحْقِيق لجبنه وتحيره.
وَقَوله: وَلَا خَالف دارية هَذَا أَيْضا بِالْجَرِّ للْعَطْف على مهياف. والخالف بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة: من لَا خير فِيهِ. ودارية بِالْجَرِّ صفة لخالف وَهُوَ الْمُقِيم فِي دَاره لَا
يُفَارِقهُ. وَالتَّاء زَائِدَة للْمُبَالَغَة.
والداري أَيْضا: الْعَطَّار مَنْسُوب إِلَى دارين: فرضة بِالْبَحْرَيْنِ فِيهَا سوق كَانَ يحمل إِلَيْهَا مسك من نَاحيَة الْهِنْد.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ويحتملهما كَلَامه لِأَن الْعَطَّار يكْتَسب من ريح عطره فَيصير بِمَنْزِلَة المتعطر فَالْمَعْنى لست مِمَّن يتشاغل بتطييب بدنه وثوبه أَو يلازم زَوجته فيكتسب من طيبها. والمتغزل: فِي الصِّحَاح: مغازلة النِّسَاء: محادثتهن ومراودتهن. تَقول: غازلتها وغازلتني وَالِاسْم الْغَزل.
وتغزل أَي: تكلّف الْغَزل. وَجُمْلَة: يروح صفة متغزل أَو حَال من ضَمِيره.
وَأنْشد بعده
الطَّوِيل
(بتيهاء قفر والمطي كَأَنَّهَا ... قطا الْحزن قد كَانَت فراخاً بيوضها)
على أَن كَانَ فِيهِ بِمَعْنى صَار.
والتيهاء: الْمَفَازَة الَّتِي لَا يهتدى فِيهَا فعلاء من التيه وَهُوَ التحير. يُقَال: تاه فِي الأَرْض يتيه تيهاً وتيهاناً أَي: ذهب متحيراً.
والقفر: الْمَكَان الْخَالِي يصف الْمطِي بِسُرْعَة السّير كَأَنَّهَا بِمَنْزِلَة قطاً تركت