وَزعم ابْن خلف عَن بَعضهم أَنه فِي وصف بقرة اخذ وَلَدهَا وَقَوْلها لَا تسمن الدَّهْر إِلَخ يُقَال حنت النَّاقة إِذا طربت فِي إِثْر وَلَدهَا فَإِذا مدت الحنين وطربت قيل سجرت بِالْجِيم وَقَوْلها بأوجد مني أَي بأشد مني وجدا وللدهر إحلاء وإمرار أَي سرُور وحزن يُقَال مَا أحلى وَلَا أَمر أَي مَا أَتَى بحلوة وَلَا مرّة وَمن هَذِه القصيدة
(وَإِن صخرا لمولانا وَسَيِّدنَا ... وَإِن صخرا إِذا نشتوا لنحار)
(وَإِن صخرا لتأتم الهداة بِهِ ... كَأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار)
قيل إِذا اجْتمع الْمولى وَالسَّيِّد قدم الْمولى كَمَا هُنَا وروى
(وَإِن صخرا لحامينا وَسَيِّدنَا)
وَإِنَّمَا قَالَت إِذا نشتو لنحار لِأَن النَّحْر فِي الشتَاء لِأَن الْإِطْعَام فِيهِ أَشد مُؤنَة وَقَوْلها لتأتم الهداة بِهِ أَي تَجْعَلهُ الأدلاء إِمَامًا وَالْعلم الْجَبَل وكل مشرف شبه بِالْجَبَلِ وَفِي رَأسه نَار أَشد للدلالة وَالْهِدَايَة وَأشهر فِي الشّرف وَهَذَا إيغال وَهُوَ ختم الْبَيْت بِمَا يُفِيد نكته يتم الْمَعْنى بِدُونِهَا فَإِن قَوْلهَا كَأَنَّهُ علم يتم الْمَعْنى بِهِ وَهُوَ للتشبيه بِمَا هُوَ مَعْرُوف بالهداية فَإِنَّهَا جعلت أخاها جبلا مَشْهُورا يتَوَجَّه إِلَيْهِ وَلَا يخفى أمره على قاص ودان ثمَّ لما أَرَادَت الْمُبَالغَة لم تقنع بذلك واردفته بقولِهَا فِي رَأسه نَار فَجَعَلته بعد أَن كَانَ علما يشار إِلَيْهِ معلما بعلامة يعرفهُ كل من يرَاهُ والخنساء هِيَ بنت عَمْرو بن الشريد بن ريَاح بن يقظة بن عصية بن خفاف ابْن امْرِئ الْقَيْس بن بهثة بن سليم