وَقَوله: فَلَقَد تركت صَغِيرَة إِلَخ قد تقدم أَن ابْن جني جوز وَجْهَيْن: أَن يكون فتجزع صفة لصغيرة وَأَن يكون استئنافاً وَاخْتَارَ المرزوقي الِاسْتِئْنَاف وَقَالَ: أَرَادَ أَنَّهَا من صغرها لَا تعرف الْمُصِيبَة وَلَا الْجزع لَهَا فَهِيَ على حَالهَا تجزع لِأَن مَا تَأتيه من الضجر والبكاء وتتركه من النّوم والقرار فعل الجازعين.
وَقَوله: فقدت شمائل إِلَخ جمع الشمَال بِالْكَسْرِ وَهِي الطبيعة. يَقُول: كَانَت قد اعتادت مِنْك أَخْلَاقًا جميلَة ففقدتها فَبَقيت لَا تنام وَلَا تنيم بل تفجع وتوجع فَإِذا سَمِعت شكواها وبكاءها أَقبلت شؤون رَأْسِي تسح بالبكاء وَلها عَلَيْك.
وطفقت: شرعت. والشؤون: جمع شَأْن وَهُوَ الشّعب الَّذِي يجمع بَين القبيلتين من قبائل الرَّأْس وَهِي الْقطعَة المشعوب بَعْضهَا إِلَى بعض. وَيُقَال: إِن الدمع يجْرِي من الشَّأْن.
ومويلكٌ: مصغر مَالك. والمزموم: اسْم مفعول من زممت النَّاقة أَي: وضعت عَلَيْهَا الزِّمَام.
وَالظَّاهِر أَنه شاعرٌ إسلامي. وَلم أَقف على نسبه حَتَّى أكشف عَنهُ فِي الجمهرة وَلَا على تَرْجَمته. وَالله أعلم.