الرجز

وَلَا ترضاها وَلَا تملق على أَن حرف الْعلَّة قد لَا يحذف للجازم فِي الضَّرُورَة.

قَالَ أَبُو عَليّ فِي إِيضَاح الشّعْر فِي بَاب: مَا كَانَ لامه من الْأَفْعَال حرف عِلّة: قَالَ الشَّاعِر: الْبَسِيط

(هجوت زبان ثمَّ جِئْت معتذراً ... من هجو زبان لم تهجو وَلم تدع)

وَقَالَ: ألم يَأْتِيك والأنباء تنمي وَقَالَ آخر: الْكَامِل مَا أنس لَا أنساه آخر عيشتي هَذِه الْحُرُوف قد تحذف فِي مَوضِع الْجَزْم فِي الِاخْتِيَار كَمَا تحذف النُّون فِي التَّثْنِيَة وَالْجمع وَفعل فَقدر الشَّاعِر فِي الْوَاو وَالْيَاء الْحَرَكَة كالأبيات الَّتِي قدمناها فتشبه الْألف بِالْيَاءِ فِي نَحْو: لَا أنساه فِي الْبَيْت وَنَحْو قَوْله:

(إِذا الْعَجُوز غضِبت فَطلق ... وَلَا ترضاها وَلَا تملق)

وَيدل على تَقْدِير الشَّاعِر الْحَرَكَة فِي الْيَاء وَالْوَاو وحذفها فِي الضَّرُورَة أَن سِيبَوَيْهٍ زعم أَن أَعْرَابِيًا أفْصح النَّاس من كُلَيْب أنْشد لجرير: الطَّوِيل

(فيوماً يوافين الْهوى غير ماضي ... وَيَوْما ترى مِنْهُنَّ غولاً تغول))

اه.

وَكَذَا قَالَ ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة وَفِي الخصائص وَشَرحه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015