الوافر)
(هُوَ الْمهْدي إِلَّا أَن فِيهِ ... مشابهةً من الْقَمَر الْمُنِير)
(تشابه ذَا وَذَا فهما إِذا مَا ... أنارا مشكلان على الْبَصِير)
(فَهَذَا فِي الظلام سراج ليلٍ ... وَهَذَا فِي النَّهَار ضِيَاء نور)
(وَلَكِن فضل الرَّحْمَن هَذَا ... على ذَا بالمنابر والسرير)
(وبالملك الْعَزِيز فَذا أميرٌ ... وماذا بالأمير وَلَا الْوَزير)
(فيا ابْن خَليفَة الله الْمُصَفّى ... بِهِ تعلو مفاخرة الفخور)
(لَئِن فت الْمُلُوك وَقد توافوا ... إِلَيْك من السهولة والوعور)
(لقد سبق الْمُلُوك أَبوك حَتَّى ... بقوا من بَين كابٍ أَو حسير)
(وَجئْت مُصَليا تجْرِي حثيثاً ... وَمَا بك حِين تجْرِي من فتور)
(فَقَالَ النَّاس: مَا هَذَانِ إِلَّا ... كَمَا بَين الخليق إِلَى الجدير)
(لَئِن سبق الْكَبِير فَأهل سبقٍ ... لَهُ فضل الْكَبِير على الصَّغِير)
(وَإِن بلغ الصَّغِير مدى كبيرٍ ... فقد خلق الصَّغِير من الْكَبِير)
فَقَالَ: وَالله لقد أَحْسَنت وَلَكِن هَذَا لَا يُسَاوِي عشْرين ألف دِرْهَم فَأَيْنَ المَال هَا هُوَ هَذَا.
قَالَ: يَا ربيع امْضِ مَعَه فأعطه أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَخذ مِنْهُ الْبَاقِي.
قَالَ المؤمل: فَخرج معي الرّبيع فحط ثقلي وَوزن لي من المَال أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَأخذ الْبَاقِي.
فَلَمَّا ولي الْمهْدي الْخلَافَة ولى ابْن ثَوْبَان الْمَظَالِم فَكَانَ يجلس للنَّاس بالرصافة فَإِذا مَلأ كساءه رِقَاعًا رَفعهَا إِلَى الْمهْدي فَرفعت إِلَيْهِ رقعةٌ فَلَمَّا دخل بهَا