وَالسَّبَب فِي الأَصْل الْحَبل ثمَّ أطلق على كل مَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء عينا كَانَ أَو
معنى وتقطعا أَصله تتقطع بتاءين وفاعله ضمير حبال وَهَذَا الْبَيْت آخر أَبْيَات للكلحبة العريني وَهِي (الطَّوِيل)
(فَإِن تنج مِنْهَا يَا حزيم بن طَارق ... فقد تركت مَا خلف ظهرك بلقعا)
(ونادى مُنَادِي الْحَيّ أَن قد أتيتم ... وَقد شربت مَاء المزادة أجمعا)
(وَقلت لكأس ألجميها فَإِنَّمَا ... نزلنَا الْكَثِيب من زرود لنفزعا)
(فَأدْرك إبْقَاء العرادة ظلعها ... وَقد جَعَلتني من حزيمة إصبعا)
(أَمرتكُم أَمْرِي بمنعرج اللوى ... وَلَا أَمر للمعصي إِلَّا مضيعا)
(إِذا الْمَرْء لم يغش الكريهة الْبَيْت)
وَسبب هَذِه الأبيات أَن الكلحبة كَانَ نازلا بزرود وَهِي أَرض بني مَالك ابْن حَنْظَلَة وَهُوَ من بني يَرْبُوع فأغارت بَنو تغلب على بني مَالك وَكَانَ رئيسهم حزيمة بن طَارق فاستاق إيلهم فَأتى الصَّرِيخ إِلَى بني يَرْبُوع فَرَكبُوا فِي إثره فهزموه واستقذوا مَا كَانَ أَخذه فَقَوله إِن تنج مِنْهَا الضَّمِير رَاجع إِلَى فرس الكلحبة وحزيم بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الزَّاي الْمُعْجَمَة مرخم حزيمة وَهَذَا الْبَيْت يشْهد بانفلاته وَشعر جرير يشْهد بأسره وَهُوَ (الْكَامِل)
(قدنا حزيمة قد علمْتُم عنْوَة)
وَلَا مَانع مِنْهُ بِأَن أدْركهُ غير الكلحبة وأسره لما ظلعت فرسه قيل وَلما أسر اخْتصم فِيهِ اثْنَان أَحدهمَا أنيف بن جبلة الضَّبِّيّ وَهُوَ أحد بني عبد مَنَاة بن سعد بن ضبة وَكَانَ أنيف يؤمئذ نازلا فِي بني يَرْبُوع وَلَيْسَ مَعَه من قومه أحد وَثَانِيهمَا أسيد بن حناءة السليطي فاختصما