إِن دنيا فِيمَن صرف فعيل بِمَنْزِلَة عليب لَكَانَ لَهُ وجهٌ من التصريف وَلكنه يبْقى عَلَيْهِ شَيْئَانِ: أَحدهمَا: قلَّة عيب فَلَا يُقَاس عَلَيْهِ. وَالْآخر: أَن دنيا تَأْنِيث الْأَدْنَى. وَهَذَا أَشد شيءٍ تبايناً من حَدِيث فعيل وفعلل وَهُوَ أَيْضا أحد مَا يضعف كَونهَا ألف إِلْحَاق. فاعرف ذَلِك. انْتهى.
وَالْبَيْت من الرجز للعجاج: أَوله:
(الْحَمد لله الَّذِي اسْتَقَلت ... بِإِذْنِهِ السَّمَاء واطمأنت))
(بِإِذْنِهِ الأَرْض فَمَا تعنت ... وحى لَهَا الْقَرار فاستقرت)
(وشدها بالراسيات الثبت ... والجاعل الْغَيْث غياث المسنت)
(وَالْجَامِع النَّاس ليَوْم الموقت ... بعد الْمَمَات وَهُوَ محيي الْمَوْت)
(يَوْم ترى النُّفُوس مَا أعدت ... من نزلٍ إِذا الْأُمُور غبت)
قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي فِي أَمَالِيهِ الْوُسْطَى وَالصُّغْرَى: أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي قَالَ: أخبرنَا أَبُو الْفضل الرياشي عَن الْأَصْمَعِي عَن عبد الله بن رؤبة بن العجاج عَن أَبِيه عَن جده قَالَ: أنشدت أَبَا هُرَيْرَة قصيدتي الَّتِي أَولهَا: الْحَمد لله الَّذِي اسْتَقَلت حَتَّى أتيت على آخرهَا فَقَالَ: أشهد إِنَّك لمُؤْمِن. انْتهى.