وَأخْبرهُ بذلك وَأَنه لم ير لَهُ عِنْد كسْرَى سوءا فَمضى إِلَيْهِ حَتَّى إِذا وصل إِلَى ساباط لقِيه زيد بن عدي فَقَالَ لَهُ انج نعيم إِن اسْتَطَعْت النجَاة فَقَالَ لَهُ النُّعْمَان أفعلتها يَا زيد أما وَالله لَئِن عِشْت لأَقْتُلَنك قَتله لم يَقْتُلهَا عَرَبِيّ قطّ فَقَالَ لَهُ زيد قد وَالله أخيت لَك آخية لَا يقطعهَا الْمهْر الأرن فَلَمَّا بلغ كسْرَى أَنه بِالْبَابِ بعث إِلَيْهِ فقيده وسجنه فَلم يزل فِي السجْن حَتَّى هلك وَقيل أَلْقَاهُ تَحت أرجل الفيلة فوطئته حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ قبيل الْإِسْلَام بِمدَّة وغضبت لَهُ الْعَرَب حِينَئِذٍ فَكَانَ قَتله سَبَب وقْعَة ذِي قار وانشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ (الطَّوِيل)
(إِذا الْمَرْء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينى بالفتى أَن تقطعا)
على ان الِاسْم إِن أُعِيد ثَانِيًا وَلم يكن بِلَفْظ الأول لم يجز عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَيجوز عِنْد الْأَخْفَش سَوَاء كَانَ فِي شعر أم فِي غَيره كَهَذا الْبَيْت قَالَ ابْن حني فِي إِعْرَاب الحماسة عِنْد قَول أبي النشناش (الطَّوِيل)
(إِذا الْمَرْء لم يسرح سواما وَلم يرح ... سواما وَلم تعطف عَلَيْهِ أَقَاربه)
(فللموت خير للفتى من حَيَاته ... فَقِيرا وَمن مولى تدب عقاربه)
كَانَ يجب أَن يَقُول فللموت خير لَهُ فَعدل عَن الْمظهر والمضمر جَمِيعًا إِلَى لفظ آخر كَقَوْلِه ...