(إِن قلت نصرٌ فنصرٌ كَانَ شرفني ... قدماً وأبيضهم سربال طباخ)
(مَا فِي الْمَعَالِي لكم ظلٌّ وَلَا ورقٌ ... وَفِي المخازي لكم أسناخ أسناخ)
مَعَ أَبْيَات أخر.
وَقَوله: وَاشْتَدَّ أكلهم أَرَادَ بِالْأَكْلِ الْقُوت وَهُوَ مضموم الْهمزَة أَي: غلت أسعارهم.
وَمن روى: أكلهم بِفَتْح الْهمزَة جعل الْأكل بِمَعْنى الْمَأْكُول وَقد يكون مَعْنَاهُ أَنهم إِذا شتوا لَا يَجدونَ الطَّعَام إِلَّا بعد جهد وَشدَّة وجوع فَإِذا وجدوه بالغوا فِي الْأكل.
وَمن روى: أكلهم بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْكَاف فَهُوَ جمع آكل هُوَ راجعٌ إِلَى الْمَعْنى الَّذِي قدمت آنِفا. والسربال: الْقَمِيص.
يَقُول: إِذا دخل فصل الشتَاء الَّذِي يمْنَع من التَّصَرُّف وانقطعت الْميرَة وغلت الأسعار وَاشْتَدَّ الْقُوت فسربال طباخك نقي للؤمك. وَلَو كنت كَرِيمًا لاسود لِكَثْرَة طبخه على مَا عهد من سربال الطباخين.
وَهَذَا ضد قَول مِسْكين الدِّرَامِي: الوافر
(كَأَن قدور قومِي كل يومٍ ... قباب التّرْك ملبسة الْجلَال)
(كَأَن الموقدين لَهَا جمالٌ ... طلاها الزفت والقطران طالي)
(بِأَيْدِيهِم مغارف من حديدٍ ... أشبههَا مقيرة الدوالي)
وَأنْشد ابْن السّكيت فِي أَبْيَات الْمعَانِي بَيت طرفَة.
وَمثله قَول الآخر: