والتحمل لِأَن الْمَعْنى أَمر
على اللَّئِيم الَّذِي عَادَته سبي وَلَا شكّ أَنه لم يرد كل لئيم وَلَا لئيما معينا وَالْوَاو للقسم وَلَقَد أَمر جَوَابه والمقسم بِهِ مَحْذُوف وَعبر بالمضارع حِكَايَة للْحَال الْمَاضِيَة كَمَا فِي الخصائص لِابْنِ جني أَو للاستمرار التجددي ومضيت مَعْطُوف على أَمر بِمَعْنى أمضي وَعبر بِهِ للدلالة على تحقق إعراضه عَنهُ وَقَوله ثمت هِيَ ثمَّ العاطفة وَإِذا كَانَت مَعَ التَّاء اخْتصّت بعطف الْجمل وَقَوله لَا يعنيني أَي لَا يهمني أَو بِمَعْنى لَا يقصدني وروى بدل هَذَا المصراع وأعف ثمَّ أَقُول مَا يعنيني يُقَال عف عَن الشَّيْء من بَاب ضرب عفة وعفافا امْتنع وَهَذَا الْبَيْت أول بَيْتَيْنِ لرجل من بني سلول ثَانِيهمَا
(غَضْبَان ممتلئا عَليّ إهابه ... إِنِّي وحقك سخطه يرضيني)
وغضبان بِالنّصب حَال من اللَّئِيم أَو بِالرَّفْع خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف ومتلئا حَال سَبَبِيَّة من ضمير غَضْبَان وإهابه فَاعل ممتلئا وَهُوَ فِي الأَصْل الْجلد الَّذِي لم يدبغ وَقد استعير هُنَا لجلد الْإِنْسَان والسخط بِالضَّمِّ اسْم مصدر والمصدر بِفتْحَتَيْنِ بِمَعْنى الْغَضَب وَالْفِعْل من بَاب تَعب وروى الْأَصْمَعِي بَيْتَيْنِ فِي هَذَا الْمَعْنى وهما (السَّرِيع)
(لَا يغْضب الْحر على سفلَة ... وَالْحر لَا يغضبه النذل)
(إِذا لئيم سبني جهده ... أَقُول زِدْنِي فلي الْفضل)
وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ الْبَيْت الشَّاهِد على أَن أَمر قد وضع مَوضِع مَرَرْت وَجَاز أَمر فِي معنى مَرَرْت لِأَنَّهُ لم يرد مَاضِيا مُنْقَطِعًا وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن هَذَا