قَالَ ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة: قَرَأت على أبي عَليّ فِي نَوَادِر أبي زيد: أعرف مِنْهَا الْأنف والعينانا وروينا عَن قطرب لامرأةٍ من فقعس
(يَا رب خالٍ لَك من عرينه ... حج على قليصٍ جوينه)
وَقد حُكيَ أَن مِنْهُم من ضم النُّون فِي نَحْو: الزيدان والعمران. وَهَذَانِ من الشذوذ بِحَيْثُ لَا يُقَاس غَيرهمَا عَلَيْهِمَا. انْتهى.
وَقيد ابْن عُصْفُور فِي كتاب ضرائر الشّعْر فتح النُّون بِحَالَة النصب والخفض
وبحالة النصب فَقَط فِي لُغَة من ألزم الْمثنى الْألف فِي جَمِيع الْأَحْوَال.
وَقد وَجه أَبُو عَليّ فِي كتاب الشّعْر فتح النُّون على وُجُوه. قَالَ: أنْشد أَبُو زيد: أعرف مِنْهَا الْأنف والعينانا تَحْرِيك النُّون بِالْفَتْح يحْتَمل غير وَجه. مِنْهَا: أَن حركتها لما كَانَت لالتقاء الساكنين وَرَأى التحريك فِي التقائهما فِي الْمُنْفَصِل والمتصل لَا يُحَرك بضربٍ وَاحِد من الْحَرَكَة جعل التَّثْنِيَة مثل ذَلِك.
أَلا ترى أَنهم قَالُوا: رد ورد ورد وَقَالُوا: عوض وَعوض وَنَحْو ذَلِك فَلم يلزموا فِي الْمُتَّصِل ضربا وَاحِدًا من التحريك فَكَذَلِك جعل نون التَّثْنِيَة بِمَنْزِلَتِهِ.