الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ من أَوَائِل الْكتاب.
وَالثَّانيَِة لشاعر جاهليٍّ من بني عقيل.
أما الأولى وَهِي الْمَشْهُورَة الَّتِي ذكرهَا شرَّاح الشواهد فَهَذِهِ أَبْيَات من أَولهَا:
(أَلا يَا ديار الْحَيّ بالسبعان ... أمل عَلَيْهَا بالبلى الملوان)
(نهارٌ وليلٌ دائبٌ ملواهما ... على كل حَال النَّاس يَخْتَلِفَانِ)
(أَلا يَا ديار الْحَيّ لَا هجر بَيْننَا ... وَلَكِن روعاتٍ من الْحدثَان)
(لدهماء إِذْ للنَّاس والعيش غرةٌ ... وإ خلقانا بالصبا عسران)
وَقَوله: أَلا يَا ديار الْحَيّ إِلَخ أَلا: حرف تَنْبِيه. يتأسف على ديار قومه بِهَذَا الْمَكَان ويخبر أَن الملوين وهما اللَّيْل وَالنَّهَار أبلياها ودرساها. والْحَيّ: الْقَبِيلَة.
وَقَوله: بالسبعان مُتَعَلق بِمَحْذُوف على أَنه حَال من ديار.
وَقَوله: أمل عَلَيْهَا فِيهِ التفاتٌ لِأَنَّهُ لم يقل عَلَيْك. قَالَ الجواليقي فِي شرح أدب الْكَاتِب: هُوَ من أمللت الْكتاب أمله. خاطبها ثمَّ خرج عَن خطابها إِلَى الْإِخْبَار عَن الْغَائِب.
وَقيل: وَيجوز أَن يكون من أمللت الرجل إِذا أضجرته وَأَكْثَرت عَلَيْهِ مَا يُؤْذِيه كَأَن اللَّيْل وَالنَّهَار أملاها من كَثْرَة مَا فعلا بهَا من البلى. والملوان: اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا يفرد واحدٌ