وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ (الطَّوِيل)

(وَلَو أَن مَا أسعى لأدنى معيشة ... كفاني وَلم أطلب قَلِيل من المَال)

(ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وَقد يدْرك الْمجد الموثل أمثالي)

على أَنه لَيْسَ من التَّنَازُع وَقد بَينه الشَّارِح الْمُحَقق وَأَصله من إِيضَاح ابْن الْحَاجِب وَقد تكلم عَلَيْهِ ابْن هِشَام أَيْضا فِي مغنى اللبيب فِي لَو وَفِي الْأَشْيَاء الَّتِي تحْتَاج إِلَى رابط من الْبَاب الرَّابِع بتحقيق لَا مزِيد عَلَيْهِ

بقى أَن ابْن خلف نقل فِي شرح أَبْيَات الْكتاب عَن أبي عبد الله الْحسن بن مُوسَى الدينَوَرِي أَنه قَالَ وَالَّذِي يقوى فِي نَفسِي وَمَا سبقني إِلَيْهِ أحد أَن قَوْله وَلم أطلب مَعْنَاهُ وَلم أسع وَهُوَ غير مُتَعَدٍّ فَلذَلِك لم يحفل بِهِ وَلَا أعمل الأول وَلَا أَدْرِي كَيفَ خَفِي على الأفاضل من أَصْحَابنَا ذَلِك حَتَّى جعلُوا الْبَيْت شَاهدا لجَوَاز إِعْمَال الأول انْتهى وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء فَإِن الطّلب مَعْنَاهُ الفحص عَن وجود الشَّيْء عينا كَانَ ذَلِك الشَّيْء أَو معنى وَالسَّعْي السّير السَّرِيع دون الْعَدو وَيسْتَعْمل للْجدّ فِي الْأَمر وَهَذَا غير معنى الطّلب وَقد يكون لَازِما لَهُ واستعماله فِي اللَّازِم لَا قرينَة لَهُ مَعَ أَن الأول مُتَعَدٍّ وَالثَّانِي لَازم وَلم أطلب مُسْند إِلَى ضمير الْمُتَكَلّم فَكيف يرفع وَمَا فِي أَن مَا مَصْدَرِيَّة لَا مَوْصُولَة لاحتياجها إِلَى الْعَائِد الْمُقدر أَي أسعى لَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015