وَالصَّوَاب مَا أنشدناه أَبُو الندى: أظبي ناك أمك أم حمَار وَإِنَّمَا قلبت اللَّفْظَة تحرجاً فِيمَا أرى ثمَّ اسْتشْهد بِهِ النحويون على ظَاهره. وَهَذِه الأبيات قِطْعَة طريفةً أَكتبهَا أَبُو الندى وَذكر أَنَّهَا لثروان بن فَزَارَة بن عبد يَغُوث بن ربيعَة بن عَمْرو بن عَامر.
انْتهى.
أَقُول: يدْفع مَا توقف فِيهِ بِأَن أم هُنَا مَعْنَاهُ الأَصْل. وَهَذَا معنى شَائِع لَا يَنْبَغِي الْعُدُول عَنهُ فَإِن الْأُم فِي اللُّغَة تطلق على أصل كل شَيْء سواءٌ كَانَ فِي الْحَيَوَان أَو فِي غَيره.
وَقَالَ الأعلم: فِي شرح شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ وصف فِي الْبَيْت تغير الزَّمَان واطراح مُرَاعَاة الْأَنْسَاب.
فقد لحق الأسافل بالأعالي فَيَقُول: لَا تبالي بعد قيامك بِنَفْسِك واستغنائك عَن أَبَوَيْك من انتسبت إِلَيْهِ
من شرِيف أَو وضيع. وَضرب الْمثل بالظبي وَالْحمار وجعلهما أَمِين وهما ذكران لِأَنَّهُ مثلٌ لَا حَقِيقَة وَقصد قصد الجنسين وَلم يُحَقّق أبوة. وَذكر الْحول لذكر الظبي وَالْحمار لِأَنَّهُمَا يستغنيان بأنفسهما بعد الْحول فَضرب الْمثل بِذكرِهِ للْإنْسَان لما أَرَادَ من استغنائه بِنَفسِهِ. انْتهى.
وَقَوله: وماج اللؤم إِلَخ ماج يموج. واللؤم: دناءة النَّفس