وَلم ترعها. وَمِنْه حَدِيث أبي ورجلٌ مئناف أَي: ترعى مَاشِيَته أنف الْكلأ. وكأس أنف: مستجدة للشُّرْب فِيهَا لم تسْتَعْمل قبل هَذَا الْوَقْت. وَقَوْلهمْ: فعله آنِفا بِالْمدِّ وَكسر النُّون من هَذَا أَيْضا وَهُوَ أول الزَّمَان الَّذِي أَنْت فِيهِ.
وَيُقَال أَيْضا: افْعَل ذَاك من ذِي قبل بِفَتْح الْقَاف وَالْمُوَحَّدَة وَهُوَ اسْم مصدر لأقبل إقبالاً. أَي: فِي زمَان ذِي إقبال.
وَفِي فصيح ثَعْلَب: لَا أُكَلِّمك إِلَى عشْرين ذِي قبل أَي: إِلَى عشر لَيَال من زمَان ذِي اسْتِقْبَال أَي: من مُسْتَقْبل الشَّهْر.
وَالْبَيْت من أَبْيَات ثَمَانِيَة للفند الزماني أوردهَا أَبُو تَمام فِي مُخْتَار أشعار الْقَبَائِل وَفِي الحماسة وأولها:
(أيا طعنة مَا شيخٍ ... كبيرٍ يفنٍ بالي)
(تقيم المأتم الْأَعْلَى ... على جهدٍ وإعوال)
(وَلَوْلَا نبل عوضٍ فِي ... حظباي وأوصالي)
(لطاعنت صُدُور الخي ... ل طَعنا لَيْسَ بالآلي)
وَقَوله: أيا طعنة إِلَخ قَالَ الإِمَام المرزوقي: أَرَادَ: يَا طعنة شيخ ومَا زَائِدَة وَهَذَا اللَّفْظ لفظ النداء وَالْمعْنَى معنى التَّعَجُّب والتفخيم أَرَادَ: مَا أهولها من طعنة وَيَا لَهَا من طعنة بدرت من شيخٍ كَبِير السن فَانِي القوى