وَقَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي فِي حذف مَا المصدرية من الْبَاب الْخَامِس: الصَّوَاب أَن مَا مَصْدَرِيَّة. وَهَذَا يشْعر أَن مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ خطأ. وَلَيْسَ هَذَا بصواب فَكَانَ اللَّائِق أَن يَقُول: وَالصَّحِيح أَو يَقُول: وَعِنْدِي أَو وَعند غَيره. قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ إِضَافَة آيَة إِلَى يحبونَ وَمَا زَائِدَة للتوكيد. وَيجوز أَن تكون مَا مَعَ الْفِعْل بِتَأْوِيل الْمصدر كإضافتها إِلَى سَائِر الْأَسْمَاء. انْتهى. ومفعول مبلغ مَحْذُوف أَي: رِسَالَة كَأَنَّهُ لما قَالَ: من مبلغٌ تميماً عني رِسَالَة قيل لَهُ: بِأَيّ علامةٍ يعْرفُونَ فَقَالَ: بعلامة حبهم الطَّعَام وحرصهم عَلَيْهِ. يُرِيد: إِذا رَأَيْت قوما يحبونَ الطَّعَام فَاعْلَم أَنهم تَمِيم فَبَلغهُمْ رسالتي.

وَقل الزَّمَخْشَرِيّ فِي شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ: مَا زَائِدَة أَي: بعلامة محبتكم الطَّعَام يشْعر أَن تحبون بِالْخِطَابِ. وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ بالغيبة.

وروى صَدره الْمبرد فِي الْكَامِل:

(أَلا أبلغ لديك بني تميمٍ ... بِآيَة مَا يحبونَ الطعاما)

قَالَ ابْن السَّيِّد فِيمَا كتبه على الْكَامِل هَذَا من الْغَلَط إِنَّمَا الرِّوَايَة: بِآيَة مَا بهم حب الطَّعَام وَبعده الوافر:)

(أجارتها أسيد ثمَّ أودت ... بِذَات الضَّرع مِنْهَا والسنام)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015