هُوَ الْحَلب بالأصابع الْأَرْبَع فَكَأَنَّهُ لَا يُمكن فِيهَا لقصر أخلافها إِلَّا الْفطر. وَمعنى الْبَيْت تعييره لِنسَاء جرير بأنهن راعيات وَذَلِكَ مِمَّا تعير بِهِ الْعَرَب النِّسَاء. أَلا ترى إِلَى قَوْله قبل هَذَا الْبَيْت: كم عمَّة لَك يَا جرير وَخَالَة ... ... ... ... . . الْبَيْت)
كُنَّا نحاذر أَن تضيع لقاحنا ... ... ... ... . . الْبَيْت ثمَّ تَلا ذَلِك بقوله: شغارة. قَالَ السَّيِّد المرتضى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: وَعِنْدِي أَن قَوْله شغارة كِنَايَة عَن رفع رجلهَا للزنى وَهُوَ أشبه بِأَن تكون مُرَادة فِي هَذَا الْموضع. أَلا ترى أَنه قد وصفهَا بالوله وَترك حفظ اللقَاح عِنْد سماعهَا دُعَاء يسَار. ويسار: اسمٌ لراع فَكَأَنَّهُ وصفهَا بالوله إِلَى الزِّنَى والإسراع إِلَيْهِ وَترك حفظ مَا استحفظته من اللقَاح. انْتهى كَلَامه. وترجمة الفرزدق قد تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّلَاثِينَ. وَأنْشد بعده:
الْوَاهِب الْمِائَة الهجان وعبدها هَذَا صدر وعجزه: عوذاً تزجي خلفهَا أطفالها على أَنه يجوز فِي التَّابِع مَا لَا يجوز فِي الْمَتْبُوع كَمَا هُنَا وَهُوَ جعل ضمير الْمُعَرّف بِاللَّامِ فِي التَّابِع مثل الْمُعَرّف بِاللَّامِ فَإِن قَوْله: عَبدهَا بِالْجَرِّ مَعْطُوف