أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أَبَا رزين الْعقيلِيّ قَالَ لَهُ: أَيْن كَانَ رَبنَا قبل أَن خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض قَالَ: كَانَ فِي عماءٍ تَحْتَهُ هَوَاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: العماء فِي كَلَام الْعَرَب: السَّحَاب وَهُوَ مَمْدُود. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا تأولنا هَذَا الحَدِيث على كَلَام الْعَرَب الْمَنْقُول عَنْهُم وَلَا يدرى كَيفَ كَانَ ذَلِك العماء. قَالَ: وَأما الْعَمى فِي الْبَصَر فمقصور وَلَيْسَ هُوَ من هَذَا الحَدِيث فِي شَيْء. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَبَلغنِي عَن أبي الْهَيْثَم فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث أَنه فِي عمى مَقْصُور قَالَ: وكل أَمر لَا تُدْرِكهُ الْقُلُوب بالعقول فَهُوَ عمى.
وَالْمعْنَى أَنه تبَارك
وَتَعَالَى كَانَ حَيْثُ لَا تُدْرِكهُ عقول بني آدم وَلَا يبلغ كنهه الْوَصْف وَلَا تُدْرِكهُ الفطن. ثمَّ قَالَ بعد كلامٍ طَوِيل: فصل فِي ذكر أَسمَاء هَذَا الْفَنّ وعودها إِلَى معنى وَاحِد. هَذَا الْفَنّ وأشباهه يُسمى المعاياة والعويص واللغز وَالرَّمْز والمحاجاة وأبيات الْمعَانِي والملاحن والمرموس والتأويل وَالْكِنَايَة والتعريض وَالْإِشَارَة والتوجيه والمعمى والممثل. وَالْمعْنَى فِي الْجَمِيع وَاحِد وَإِنَّمَا اخْتلفت أسماؤه بِحَسب اخْتِلَاف وُجُوه اعتباراته فَإنَّك إِذا اعتبرته من حَيْثُ هُوَ مغطى عَنْك سميته معمًّى مَأْخُوذ