وَأما كِنْدَة فَلَا يعدون من أهل البيوتات إِنَّمَا كَانُوا ملوكاً. وروى صَاحب الأغاني بِسَنَدِهِ أَن عويف القوافي وقف على جرير بن عبد الله البَجلِيّ وَهُوَ فِي مَسْجده فَقَالَ:
(أصب على بجيلة من شقاها ... هجائي حِين أدركني المشيب)
فَقَالَ لَهُ جرير: أَلا أَشْتَرِي مِنْك أَعْرَاض بجيلة قَالَ: بلَى. قَالَ: قل. قَالَ: بِأَلف دِرْهَم وبرذون.
فَأمر لَهُ بِمَا طلب فَقَالَ: فَقَالَ جرير: مَا أَرَاهُم نَجوا مِنْك بعد وروى بِسَنَدِهِ أَيْضا إِلَى أبي بردة الْأَشْعَرِيّ قَالَ: حضرت)
مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز جَنَازَة فَلَمَّا انْصَرف انصرفت مَعَه وَعَلِيهِ عمامةٌ قد سدلها من خَلفه فَمَا علمت بِهِ حَتَّى اعْتَرَضَهُ رجل على بعير فصاح بِهِ:
(أجبني أَبَا حفصٍ لقِيت مُحَمَّدًا ... على حَوْضه مُسْتَبْشِرًا ورآكا)
فَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز: لبيْك ووقف ووقف النَّاس مَعَه ثمَّ قَالَ لَهُ: فَمه فَقَالَ: ...