طاعةٍ أَو مَعْصِيّة. وَثَانِيهمَا: بِمَعْنى صَار يُقَال: بَات بِموضع كَذَا أَي: صَار بِهِ سَوَاء كَانَ فِي ليل أَو نَهَار. وَعَلِيهِ قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ: فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده أَي: صَارَت ووصلت. اه.
وَالْمُنَاسِب هُنَا الْمَعْنى الثَّانِي. وَالرِّوَايَة فِي ديوَان الأخطل: وَلَقَد أكون. والمستقبل هُنَا فِي مَوضِع الْمَاضِي لِأَنَّهُ يُرِيد أَن يخبر عَن حَاله فِيمَا مضى وَأكْثر مَا يَجِيء هَذَا فِيمَا علم مِنْهُ ذَلِك الْفِعْل خلقا وطبعاً وَقد تكَرر ذَلِك الْفِعْل مِنْهُ وَلَا يكون كَفعل فعله فِي الدَّهْر مرّة وَاحِدَة. والفتاة: الْجَارِيَة الشَّابَّة يُرِيد أَنه كَانَ فِي شبابه تحبه الفتيات ويبيت عِنْدهن بمنزلٍ يَعْنِي بِمَنْزِلَة جميلَة. والحرج بِفَتْح الْحَاء وَكسر الرَّاء: الْمضيق عَلَيْهِ. يَقُول: إِن مَوْضِعه لم يكن مضيقاً بِهِ وَلَا هُوَ محرومٌ من جِهَتهَا مَا يُريدهُ.
وَقبل هَذَا الْبَيْت:
(وَلَقَد يكن إِلَيّ صوراً مرّة ... أَيَّام لون غدائري يحموم)
وَالنُّون فِي يكن ضمير النِّسَاء الغواني فِي بيتٍ قبله. والصور: جمع صائرة بِمَعْنى مائلة. والغدائر: الذوائب جمع غديرة. واليحموم: الْأسود. والبيتان من قصيدةٍ ذكر فِيهَا مَا كَانَ يَفْعَله أَيَّام الشَّبَاب ثمَّ توعد جَمِيعًا وَهُوَ رجلٌ من كلب بِأَنَّهُ إِن لم يمسك لِسَانه عَنهُ هجاه وهجا قبيلته.
والأخطل شاعرٌ نصرانيٌّ من شعراء الدولة الأموية. وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الثَّامِن