يحسن أَن يَجْعَل بِمَنْزِلَة الَّذِي فِي هَذَا فَأن لَا تحسن تجْعَل بِمَنْزِلَة الَّذِي فِيهِ مَعَ تعريها من دَلِيل يدل عَلَيْهِ أولى وَإِن الَّذِي لَا يسوغ ذَلِك فِيهَا متعريةً من دَلِيل. اه. وَفِيه نظر من وَجْهَيْن: الأول: أَن قَوْله اللَّام مَحْمُولَة على الَّذِي اتساعاً ممنوعٌ فَإِنَّهَا مَوْضُوعَة لِمَعْنى الَّذِي وفرعيه بالاشتراك وَلَيْسَت مَحْمُولَة على الَّذِي. الثَّانِي: قَوْله وتوالي الاتساع مرفوضٌ مَمْنُوع أَيْضا فَإِن الْمجَاز وَهُوَ من الاتساع فِي اللُّغَة فَلَا يتجوز بِهِ إِلَى مجازين أَو أَكثر. وَكَذَلِكَ ذهب ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ إِلَى أَن الجمعية مستفادةٌ من لَام الْجِنْس قَالَ: والشكور من قَوْله تَعَالَى: وقليلٌ من عبَادي الشكُور اسْم جنس وَالْمعْنَى: وقليلون من عبَادي الشكورون.
وَكَون اسْم الْجِنْس مشتقاً قَلِيل وَإِنَّمَا يغلب على أَسمَاء الْأَجْنَاس الجمود كالدينار وَالدِّرْهَم والقفيز والإردب. إِلَى)
أَن قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ من الْمُشْتَقّ يُرَاد بِهِ الْجِنْس: الْمُفْسد والمصلح فِي قَوْله تَعَالَى: وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح أَي: المفسدين من المصلحين. وَمِنْه قَول الراجز: أَو تصبحي فِي الظاعن الْمولي أَرَادَ: فِي الظاعنين المولين. وَقَول الأخيلية: ...