يُقَال حَامِلا فَلَمَّا وَلدته اسْتَلْحقهُ أَبُو كَاهِل وَسَماهُ سويداً وَكَانَ سويدٌ إِذا غضب على بني يشْكر انْتَمَى إِلَى بني ذبيان وَإِذا رَضِي عَنْهُم أَقَامَ على نسبه فيهم. وهاجى سويدٌ حَاضر بني سَلمَة الْعَنزي فطلبهما عبد الله بن عَامر فهربا من الْبَصْرَة.
ثمَّ هاجى الْأَعْرَج أَخا بني حَمَّاد بن يشْكر فَأَخذهُمَا صَاحب الصَّدَقَة فِي أَيَّام ولَايَة عَامر بن مسعودٍ الجُمَحِي الْكُوفَة فحبسهما وَأمر أَن لَا يخرجَا من السجْن حَتَّى يؤديا مائَة من الْإِبِل ففك بَنو حَمَّاد صَاحبهمْ وَبَقِي سُوَيْد فخذله بَنو سعد وهم قومه فَلم يزل مَحْبُوسًا حَتَّى استوهبته عبسٌ وذبيان لمديحه لَهُم وانتمائه إِلَيْهِم وأطلقوه بِغَيْر فدَاء. وَحلف أَن لَا يعود. وَهَذِه أبياتٌ من قصيدةٍ انْتهى فِيهَا إِلَى ذبيان ومدحهم:
(أَنا الْغَطَفَانِي ابْن ذبيان فابعدوا ... وللزنج أدنى مِنْكُم ويحابر)
(أَبَت لي عبسٌ أَن أسام دنيةً ... وسعدٌ وذبيان الهجان وعامر)
(وحيٌّ كرامٌ سادةٌ من هوازنٍ ... لَهُم فِي الملماة الأنوف الفواخر)
الشَّاهِد الموفى الْأَرْبَعين بعد الأربعمائة ...