(مزبدٌ يخْطر مَا لم يرني ... فَإِذا أسمعته صوتي انقمع)
(قد كفاني الله مَا فِي نَفسه ... وَمَتى مَا يكف شَيْئا لم يضع)
(لم يضرني غير أَن يحسدني ... فَهُوَ يزقو مثل مَا يزقو الضوع)
(ويحييني إِذا لاقيته ... وَإِذا يَخْلُو لَهُ لحمي رتع)
(كَيفَ يرجونا سقاطي بِمد مَا ... جلل الرَّأْس مشيبٌ وصلع)
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي شرح القصيدة: رُوِيَ أَيْضا: رُبمَا أنضجت غيظاً قلب من إِلَخ والشجى: الْغصَص وَنَحْوه. ومزبد: من أزبد. وأصل الْخطر فِي النَّاس: تَحْرِيك الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْي والاختيال بهما. وانقمع: دخل بعضه فِي بعض. وَالْمعْنَى أَنه يتعظم إِذا لم يرني فَإِذا رَآنِي تضاءل. والضوع بِضَم الضَّاد: ذكر البوم. ويزقو: يَصِيح. ورتع: أكل. والسقاط: الفترة. يَقُول على طَرِيق التَّعَجُّب: كَيفَ يأملون فترتي وسقطي وَقد بلغت هَذِه السن. وسُويد هُوَ ابْن أبي كَاهِل واسْمه غطيف بن حَارِثَة بن حسل بن مَالك ابْن عبد سعد بن عدي بن جشم بن ذبيان
(أَنا أَبُو سعدٍ إِذا اللَّيْل دجا ... دخلت فِي سرباله ثمَّ النجا)
وَيُقَال اسْم وَالِده شبيب. وَهُوَ شاعرٌ مقدم مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام. عده ابْن سلامٍ الجُمَحِي فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة وقرنه بعنترة الْعَبْسِي. قَالَ أَبُو نصر أَحْمد بن حَاتِم: قَرَأت شعر سويدٍ على الْأَصْمَعِي فَلَمَّا بلغت قصيدته الَّتِي أَولهَا: ...