وَأنْشد بعده الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الأربعمائة

(فَكفى بِنَا فضلا على من غَيرنَا ... حب النَّبِي محمدٍ إيانا)

إِلَى أَن من نكرَة مَوْصُوفَة بمفرد وَهُوَ قَوْله: غَيرنَا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ الْخَلِيل رَحِمَهُ اللَّهُ: إِن شِئْت جعلت من بِمَنْزِلَة إِنْسَان وَجعلت نَا بِمَنْزِلَة شَيْء نكرتين. وَزعم أَن هَذَا الْبَيْت مثل ذَلِك:

(وكفا بِنَا فضلا على من غَيرنَا ... حب النَّبِي محمدٍ إيانا)

وَكَذَا أوردهُ الْفراء فِي أول تَفْسِيره من سُورَة الْبَقَرَة. قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ حمل غير على من نعتاً لِأَنَّهَا نكرةٌ مُبْهمَة فوصفت بِمَا بعْدهَا وَصفا لَازِما يكون لَهَا كالصلة وَالتَّقْدِير: على قومٍ غَيرنَا. وَرفع غيرٍ جائزٌ على أَن تكون من مَوْصُولَة ويحذف الرَّاجِع عَلَيْهَا من الصِّلَة وَالتَّقْدِير: من هُوَ غَيرنَا. وَالْحب مُرْتَفع بكفى وَالْبَاء فِي بِنَا زَائِدَة مُؤَكدَة وَالْمعْنَى كفانا. اه. وَأوردهُ ابْن الشجري فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع من أَمَالِيهِ قَالَ فِي الْموضع الثَّانِي: رفع غير رِوَايَة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015