قَالَ السُّيُوطِيّ فِي شرح شَوَاهِد الْمُغنِي: أخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق الْأَصْمَعِي قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: هربت من الْحجَّاج فَسمِعت أَعْرَابِيًا ينشد:
(يَا قَلِيل العزاء فِي الْأَهْوَال ... وَكثير الهموم والأوجال)
إِلَى آخر الأبيات. فَقلت: مَا وَرَاءَك يَا أَعْرَابِي فَقَالَ: مَاتَ الْحجَّاج فَلم أدر بِأَيِّهِمَا أفرح: أبموت الْحجَّاج أم بقوله فُرْجَة لِأَنِّي كنت أطلب شَاهدا لاختياري الْقِرَاءَة فِي سُورَة الْبَقَرَة: إِلَّا من اغترف غرفَة بِالْفَتْح. انْتهى. وَقد رويت قصَّة أبي عَمْرو بن الْعَلَاء هَذِه على وجوهٍ مُخْتَلفَة مِنْهَا رِوَايَة الصَّاغَانِي فِي الْعباب قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء وَكَانَ قد هرب من الْحجَّاج إِلَى الْيمن يَقُول: كنت مختفياً لَا أخرج بِالنَّهَارِ فطال عَليّ ذَلِك فَبينا أَنا قاعدٌ وَقت السحر مفكراً سَمِعت رجلا ينشد وَهُوَ مارٌّ:
(رُبمَا تكره النُّفُوس من الْأُم ... ر لَهُ فرجةٌ كحل العقال)
وَمر خَلفه رجلٌ يَقُول: مَاتَ الْحجَّاج قَالَ أَبُو عَمْرو: فَمَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا كنت أفرح أبموت الْحجَّاج أم بقوله: فُرْجَة بِفَتْح الْفَاء وَكُنَّا نقُوله بضَمهَا. اه.