وَقَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل وَتَبعهُ صَاحب كتاب فَضَائِل الشّعْر: قَالَ عبد الْملك بن مَرْوَان لأسيلم بن الْأَحْنَف الْأَسدي: مَا أحسن مَا مدحت بِهِ فاستعفاه فَأبى أَن يعفيه وَهُوَ مَعَه على سريرٍ فَلَمَّا أَبى إِلَّا أَن يُخبرهُ قَالَ: هُوَ الْقَائِل:
(أَلا أَيهَا الركب المخبون هَل لكم ... بِسَيِّد أهل الشَّام تحبوا وترجعوا)
(من النَّفر الْبيض الَّذين إِذا اعتزوا ... وهاب الرِّجَال حَلقَة الْبَاب قعقعوا)
(إِذا النَّفر السود اليمانون نمنموا ... لَهُ حوك برديه أجادوا وأوسعوا)
(جلا الْمسك وَالْحمام وَالْبيض كالدمى ... وَفرق المداري رَأسه فَهُوَ أنزع)
فَقَالَ لَهُ عبد الْملك: مَا قَالَ أَخُو الْأَوْس أحسن مِمَّا قيل لَك. اه. أَرَادَ بقول أخي الْأَوْس وَهُوَ أَبُو قيس بن الأسلت قَوْله:
(قد حصت الْبَيْضَة رَأْسِي فَمَا ... أطْعم نوماً غير تهجاع)
(أسعى على جلّ بني مالكٍ ... كل امرئٍ فِي شَأْنه ساعي)