الطَّوِيل: انْتهى. وَقَالَ أَبُو فيد مؤرج بن عَمْرو السدُوسِي فِي أَمْثَاله: وَتقول الْعَرَب: قد بلغ السَّيْل الزبى وَهُوَ أَن يبلغ الْأَمر منتهاه. والزبية غير القترة. الزبية تحفر للأسد فيصاد فِيهَا وَهِي ركية بعيدَة)
القعر إِذا وَقع فِيهَا لم يسْتَطع الْخُرُوج مِنْهَا لبعد قعرها يحفرونها ثمَّ يوضع عَلَيْهَا لحمٌ وَقد غموها بِمَا لَا يحملهُ فَإِذا أَتَى اللَّحْم انْهَدم غطاء الزبية. وَأما القترة والناموس والبرأة فَأَنَّهَا حفيرة يحتفرها القانص على موارد الْوَحْش ويطرح عَلَيْهَا الشّجر فَإِذا وَردت رمى من قريب. والزبية لَا يَسْتَطِيع أحدٌ نُزُولهَا لبعدها وَالرَّمْي فِيهَا أبعد من أَن يرى إِذا دَخلهَا شَيْء. حَدثنِي سعيد بن السماك بن حَرْب عَن أَبِيه عَن حَنش بن الْمُعْتَمِر قَالَ: أُتِي معَاذ بن جبل بِثَلَاثَة نفر قَتلهمْ أسدٌ فِي زبية. فَلم يدر كَيفَ يفتيهم فَسَأَلَ عَليّ بن
أبي طَالب فَقَالَ: قصوا عَليّ خبركم.
قَالُوا: صدنَا أسداً فِي زبية فَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهِ فتدافع النَّاس عَلَيْهَا فرموا بِرَجُل فِيهَا فَتعلق الرجل بآخر وَتعلق الآخر بِرَجُل آخر فهوى فِيهَا ثَلَاثَتهمْ. فَقضى فِيهَا: أَن للْأولِ ربع الدِّيَة وَللثَّانِي النّصْف وللثالث الدِّيَة كلهَا. وروى الْبَيْت الأول ابْن ولاد فِي الْمَقْصُور والممدود: فظلت فِي الْأَمر الَّذِي قد كيدا