وَأنْشد بعده
الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الثلاثمائة الْكَامِل
(هَل تبلّغنّي دارها شدنيّةٌ ... لعنت بمحروم الشّراب مصرّم)
على أَن النُّون الأولى فِي تبلغني نون التوكيد الْخَفِيفَة وَالنُّون الثَّانِيَة نون الْوِقَايَة.
وَهَذَا الْبَيْت من معلقَة عنترة بن شَدَّاد الْعَبْسِي. وَقَبله:
(تمسي وتصبح فَوق ظهر حشيّةٍ ... وأبيت فَوق سراة أدهم ملجم)
(وحشيّتي سرجٌ على عبل الشّوى ... نهدٍ مراكله نبيل المحزم)
هَل تبلغنّي دارها شدنيّةٌ ... ... ... ... ... .
الْبَيْت قَوْله: تمسي وتصبح الضَّمِير الْمُؤَنَّث لحبيبته وَهِي عبلة. والحشية: الْفراش المحشو. والسراة بِفَتْح السِّين: أَعلَى كل شَيْء وَأَرَادَ بِهِ هُنَا ظهر فرسه. يَقُول: تمسي وتصبح فَوق فرَاش وطيء وأبيت أَنا فَوق ظهر فرس أدهم ملجم. يَعْنِي أَنَّهَا تتنعم وَأَنا أقاسي شَدَائِد الْأَسْفَار والحروب.
وَقَوله: وحشيتي سرج مُبْتَدأ وَخبر. يُرِيد أَن مستوطئ بسرج الْفرس كَمَا يستوطئ غَيره الحشية والاضطجاع عَلَيْهَا. ثمَّ وصف الْفرس بأوصاف محمودة وَهِي غلظ القوائم وانتفاخ الجنبين وسمنها والعبل بِالْفَتْح: الغليظ. والشوى بِالْفَتْح: القوائم جمع شواة أَي: على فرس غليظ القوائم