قَالَ: أَو تحفظ الَّذِي قَالَ قَالَ: وَالله مَا سَمعتهَا إِلَّا سَاعَتِي هَذِه وَلَو شِئْت أَن أردهَا لرددتها قَالَ: فارددها. فأنشده إِيَّاهَا. وروى الزبيريون أَن نَافِعًا قَالَ لَهُ: مَا رَأَيْت أروى مِنْك قطّ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: مَا رَأَيْت أروى من عمر وَلَا أعلم من عَليّ. انْتهى كَلَام الْمبرد.
وَفِي هَذِه القصيدة أَبْيَات شَوَاهِد فِي هَذَا الشَّرْح وَغَيره لَا بَأْس بإيرادها هُنَا. وَهِي هَذِه:
(أَمن آل نعمٍ أَنْت غادٍ فمبكر ... غَدَاة غدٍ أم رائحٌ فمهجّر)
(بحاجة نفسٍ لم تقل فِي جوابها ... فتبلغ عذرا والمقالة تعذر)
(نهيم إِلَى نعمٍ فَلَا الشّمل جامعٌ ... وَلَا الْحَبل موصولٌ وَلَا الْقلب مقصر)
(وَلَا قرب نعمٍ إِذْ دنت لَك نافعٌ ... وَلَا نأيها يسلي وَلَا أَنْت تصبر)
(وَأُخْرَى أَتَت من دون نعم وَمثلهَا ... نهى ذَا النّهى لَو ترعوي أَو تفكّر)
(إِذا زرت نعما لم يزل ذُو قرابةٍ ... لَهَا كلّما لاقيتها يتنمّر)
(عزيزٌ عَلَيْهِ إِن ألمّ ببيتها ... مسرٌّ لي الشّحناء للبغض مظهر)
...