(وإنّي وَإِن صدّت لمثنٍ وصادقٌ ... عَلَيْهَا بِمَا كَانَت إِلَيْنَا أزلّت)
(فَمَا أَنا بالدّاعي لعزّة بالجوى ... وَلَا شامتٌ إِن نعل عزّة زلّت)
(فَلَا يحْسب الواشون أنّ صبابتي ... بعزّة كَانَت غمرةً فتجلّت)
(فَأَصْبَحت قد أبللت من دنفٍ بهَا ... كَمَا أدنفت هيماء ثمّ استبلّت)
(ووالله ثمّ الله مَا حلّ قبلهَا ... وَلَا بعْدهَا من خلّةٍ حَيْثُ حلّت)
(فأضحت بِأَعْلَى شاهقٍ من فُؤَاده ... فَلَا الْقلب يسلاها وَلَا الْعين ملّت)
(فيا عجبا للقلب كَيفَ اعترافه ... وللنّفس لمّا وطّنت كَيفَ ذلّت)
(وإنّي وتهيامي بعزّة بعد مَا ... تخلّيت ممّا بَيْننَا وتخلّت)
(لكالمرتجي ظلّ الغمامة كلّما ... تبوّأ مِنْهَا للمقيل اضمحلّت)
(كأنّي وإيّاها سَحَابَة ممحلٍ ... رجاها فلمّا جاوزته استهلّت)
قَالَ أَبُو عَليّ: المأزمان: عَرَفَة والمزدلفة. وأناديك: أحادثك مَأْخُوذ من الندي والنادي جَمِيعًا)
وَهُوَ الْمجْلس. وميعة كل شَيْء: أَوله. والصفوح: المعرضة. وبلت: ذهبت.
قَالَ أَبُو عَليّ: مَا أعرف بلت ذهبت إِلَّا فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت. وَلَا العتبى: الإعتاب يُقَال: عَاتَبَنِي فلَان فأعتبته إِذا نزعت عَمَّا عاتبك عَلَيْهِ والعتبى الِاسْم والإعتاب الْمصدر.
وَقَوله: طلحت الطلح: المعيي الَّذِي قد سقط من الإعياء. وطلت: هدرت. وأزلت: اصطنعت. وَيُقَال: بل من مَرضه وأبل واستبل إِذا برأَ. واعترافه: اصطباره يُقَال: نزلت بِهِ مُصِيبَة فَوجدَ عروفاً أَي: صبوراً. والعارف: الصابر. هَذَا مَا أوردهُ أَبُو عَليّ القالي.