وَقد بَين الشَّارِح الْمُحَقق إِضَافَة هموز إِلَى مَا يصحح إِضَافَته فِي التَّقْدِير وَشَرحه
بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ وَكَأَنَّهُ قصد بِهَذَا الْبَيَان الرَّد على السيرافي.
وَاعْلَم أَن قَوْلهم: جُحر ضَب خرب مسموع فِيهِ الْجَرّ وَالرَّفْع وَالرَّفْع فِي كَلَامهم أَكثر.
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي تَذكرته: يَنْبَغِي أَن لَا تجوز مَسْأَلَة التَّثْنِيَة وَالْجمع لِأَن جر الْجوَار لم يسمع إِلَّا فِي الْمُفْرد خَاصَّة فَلَا يتَعَدَّى فِيهِ السماع.
وَقد قَالَ الْفراء وَغَيره: لَا يخْفض بالجوار إِلَّا مَا استعملته الْعَرَب كَذَلِك والمسموع مِنْهُ مَا تقدم
(فَجئْت إِلَيْهِ والرّماح تنوشه ... كوقع الصّياصي فِي النّسيج الممدّد)
(فدافعت عَنهُ الْخَيل حتّى تبدّدت ... وحتّى علاني حالك اللّون أسود)
وأسود نعت لحالك وجر لمجاورته الْمَجْرُور.)
وَقَول آخر: الْبَسِيط
(كأنّك ضربت قدّام أعينها ... قطناً بمستحصد الأوتار محلوج)
ومحلوج نعت لقَوْله قطناً لكنه جر بالمجاورة.
وَقَول ذِي الرمة: الْبَسِيط
(تريك سنّة وجهٍ غير مقرفةٍ ... ملساء لَيْسَ بهَا خالٌ وَلَا ندب)
وَغير: نعت لسنة المنصوبة وجر للمجاورة. وَرُوِيَ بِالنّصب أَيْضا.
قَالَ الْفراء: قلت لأبي ثروان وَقد أَنْشدني هَذَا الْبَيْت بخفض غير: كَيفَ تَقول: تريك سنّة وَجه غير مقرفةٍ