عَنْهُم. وَإِذا بلغ الْأَمر هَذَا الحدّ من السَّرف فقد سَقَطت كلفة القَوْل مَعَه وَكَذَلِكَ إِنْكَاره عَلَيْهِ أَيْضا قَول الشَّاعِر: وَقد بدا هنك من المئزر فَقَالَ: أَنما الرِّوَايَة: وَقد بدا ذَاك من المئزر وَمَا أطيب الْعَرُوس لَوْلَا النّفقة. انْتهى.
وَهَذَا الْبَيْت ثَالِث أبياتٍ للأقيشر الْأَسدي.
وَقَالَ صَاحب الأغاني وَغَيره: سكر الأقيشر يَوْمًا فَسقط فبدت عَوْرَته وَامْرَأَته تنظر إِلَيْهِ فَضَحكت مِنْهُ وَأَقْبَلت عَلَيْهِ تلومه وَتقول لَهُ: أما تَسْتَحي يَا شيخ من أَن تبلغ بِنَفْسِك هَذِه الْحَالة فَرفع رَأسه إِلَيْهَا وَأَنْشَأَ يَقُول: السَّرِيع
(تَقول: يَا شيخ أما تَسْتَحي ... من شربك الْخمر على المكبر)
(فَقلت: لَو باكرت مشمولةً ... صبها كلون الْفرس الْأَشْقَر)
(رحت وف يرجليك عقّالةٌ ... وَقد بدا هنك من المئزر)
انْتهى. وَقَالَ بعض من كتب على شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: مرّ سَكرَان بسكّة بني فَزَارَة فَجَلَسَ يريق المَاء ومرّ بِهِ نسوةٌ فَقَالَت امْرَأَة منهنّ: هَذَا نشوان قَلِيل الْحيَاء أما تَسْتَحي يَا شيخ من شربك الْخمر فَقَالَ ذَلِك.
وَقَالَ ابْن الشّجريّ فِي أَمَالِيهِ: مرّ الفرزدق بامرأةٍ وَهُوَ سَكرَان يتواقع فسخرت مِنْهُ فَقَالَ هَذِه الأبيات. انْتهى وَالصَّوَاب الأول.
وَقَوله: أما تَسْتَحي هُوَ شاهدٌ على أنّه يُقَال اسْتَحى أَن يضْرب