الطَّوِيل
(لنا صاحبٌ قد خَان من أجل نظرةٍ ... سقيم فؤاد حبّ كلبة شاغلة)
وَقَوله: لَا أَبَا لَك جملَة اعتراضيّة بَين أيّ عَزِيز وَهُوَ مَوْصُوف وَبَين يمْنَع وَهُوَ صفة لأيّ.
وَكَذَلِكَ يخلّد ومخلّد على تِلْكَ الرِّوَايَة.
قَالَ المبرّد فِي الْكَامِل: لَا أَبَا لَك هِيَ كلمة فِيهَا جفَاء وغلظة وَالْعرب تستعملها عِنْد الْحَث على أَخذ الحقّ والإغراء وربّما استعملتها الجفاة من
الْأَعْرَاب عِنْد الْمَسْأَلَة والطلب فَيَقُول الْقَائِل للأمير والخليفة: انْظُر فِي أَمر رعيّتك لَا أَبَا لَك.
وَسمع سُلَيْمَان بن عبد الْملك رجلا من الْأَعْرَاب فِي سنة مُجْدِبَة يَقُول: الرجز
(ربّ الْعباد مَا لنا وَمَا لكا ... قد كنت تسقينا فَمَا بدا لكا)
أنزل علينا الْغَيْث لَا أَبَا لكا)
فَأخْرجهُ سُلَيْمَان أحسن مخرج. فَقَالَ: أشهد أنّه لَا أَبَا لَهُ وَلَا ولد وَلَا صَاحِبَة وَأشْهد أَن الْخلق جَمِيعًا عباده وَهُوَ الْأَحَد الصَّمد.
وَقَالَ رجلٌ من بني عَامر بن صعصعة أبعد من هَذِه الْكَلِمَة لبَعض قومه: الْكَامِل
(أبني عقيلٍ لَا أَبَا لأبيكم ... أبيّ وأيّ بني كلابٍ أكْرم)
اه.
وَقَالَ ابْن هِشَام فِي شرح بَانَتْ سعاد عِنْد قَوْله: الْبَسِيط اعْلَم أنّ قَوْلهم: لَا أَبَا لَهُ كلامٌ يسْتَعْمل كِنَايَة عَن الْمَدْح والذمّ وَوجه