يُقَال خلّ لَهُ سربه.
وَقَوله: فَمَا لَك جيران الخ هَذِه الْجُمْلَة جَوَاب قَوْله فَإِن تمس. وجيران: جمع جَار. ولطف بِفَتْح اللَّام والطاء الْمُهْملَة هُوَ الرَّقِيق والملاطف. وَهَذَا الْكَلَام مِنْهُ على طَرِيق التحزن والتحسر.
وَقد تقدّمت تَرْجَمَة أبي ذُؤَيْب فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتِّينَ وَالله أعلم.
الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:
(وَالْحَرب لَا يبْقى لجا ... حمها التخيل والمراح)
(إِلَّا الْفَتى الصبار فِي النج ... دات وَالْفرس الوقاح)
على أَن الْفَتى وَمَا بعده اسْتثِْنَاء مُنْقَطع بدل من قَوْله: التخيل والمراح. والجاحم بِتَقْدِيم الْجِيم على الْحَاء الْمُهْملَة: الْمَكَان الشَّديد الحرّ من جحمت النَّار فَهِيَ جاحمة: إِذا اضطرمت وَمِنْه الْجَحِيم. والتخيل: التكبر من الْخُيَلَاء. يَقُول: إِن الْحَرْب تزيل نخوة المنخو.
وَذَلِكَ أَن أَصْحَاب الْغناء يتكرمون عَن الْخُيَلَاء ويختال المتشبع فَإِذا جرّب فَلم يحمد افتضح وَسقط والمراح بِالْكَسْرِ: النشاط. أَي: أَنَّهَا تكفّ حِدة البطر النشيط والصبار: مُبَالغَة صابر.
والنجدة: الشدَّة والبأس. والوقاح بِالْفَتْح: الْفرس الَّذِي حَافره صلب شَدِيد وَمِنْه الوقاحة.