على ذَلِك وَهُوَ يَأْبَى حَتَّى أرسل الزبْرِقَان إِلَى رجل من النمر بن قاسط يُقَال لَهُ دثار بن شَيبَان فهجا بغيضاً وفضّل الزبْرِقَان فَقَالَ من جملَة أَبْيَات:
(وجدنَا بَيت بَهْدَلَة بن عَوْف ... تَعَالَى سمكه ودجا الفناء)
(وَمَا أضحى لشمّاس بن لاي ... قديم فِي الفعال وَلَا رباء)
(سوى أَن الحطيئة قَالَ قولا ... فَهَذَا من مقَالَته جَزَاء)
وَلما سمع الحطيئة هَذَا ناضل عَن بغيض وهجا الزبْرِقَان فِي عدَّة قصائد مِنْهَا قَوْله:
(وَالله مَا معشر لاموا امْرأ جنبا ... من آل لأي بن شمّاس بأكياس)
(مَا كَانَ ذَنْب بغيض لَا أَبَا لكم ... فِي بائس جَاءَ يَحْدُو آخر النَّاس)
(لقد مريتكم لَو أَن درّتكم ... يَوْمًا يَجِيء بهَا مسحي وإبساسي)
(فَمَا ملكت. . بِأَن كَانَت نفوسكم ... كفارك كرهت ثوبي وإلباسي)
(حَتَّى إِذا مَا بدا لي غيب أَنفسكُم ... وَلم يكن لجراحي فِيكُم آسي)
(أزمعت يأساً مُبينًا من نوالكم ... وَلنْ ترى طارداً للحرّ كالياس)
(مَا كَانَ ذَنْب بغيض أَن رأى رجلا ... ذَا فاقة عَاشَ فِي مستوعر شَاس)
(جاراً لقوم أطالوا هون منزله ... وغادروه مُقيما بَين أرماس)
(دع المكارم لَا ترحل لبغيتها ... واقعد فَإنَّك أَنْت الطاعم الكاسي)
(من يفعل الْخَيْر لَا يعْدم جوازيه ... لَا يذهب الْعرف بَين الله وَالنَّاس)
(ماكان ذَنبي أَن فلذت معاولكم ... من آل لأي صفاة أَصْلهَا راسي)
...