فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: إِلَى أَيْن يَا أَبَا ليلى فَقَالَ: إِلَى الْجنَّة فَقَالَ: نعم إِن شَاءَ الله
(وَلَا خير فِي حلم إِذا لم تكن لَهُ ... بَوَادِر تَحْمِي صَفوه أَن يكدّرا)
(وَلَا خير فِي جهل إِذا لم يكن لَهُ ... حَلِيم إِذا مَا اورد الْأَمر أصْدرَا)
فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: لَا يفضض الله فَاك فَكَانَ من احسن النَّاس ثغراً وَكَانَ إِذا سَقَطت لَهُ ثنية نَبتَت وَكَانَ فوه كالبدر المتهلّل يتلألأ ويبرق.
وَهَذِه القصيدة طَوِيلَة: نَحْو مِائَتي بَيت وَأنْشد جَمِيعهَا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأولها:
(خليليّ غضّا سَاعَة وتهجّرا ... ولوما على مَا أحدث الدَّهْر أَو ذرا)
وَهِي من أحسن مَا قيل من الشّعْر فِي الْفَخر بالشجاعة سباطة ونقاوة وحلاوة. وَمِنْهَا:
(تذكرت والذكرى تهيج على الْفَتى ... وَمن حَاجَة المحزون أَن يتذكرا)
(نداماي عِنْد الْمُنْذر بن محرّق ... أرى الْيَوْم مِنْهُم ظَاهر الأَرْض مقفرا)
(تقضّى زمَان الْوَصْل بيني وَبَينهَا ... وَلم ينْقض الشوق الَّذِي كَانَ اكثرا)
(وَإِنِّي لآستشفي بِرُؤْيَة جارها ... إِذا مَا لقاؤها عليّ تعذّرا)
(وَأُلْقِي على جِيرَانهَا مسحة الْهوى ... وَإِن لم يَكُونُوا لي قبيلاً ومعشرا)