وَزعم الْعَيْنِيّ أَن شتت بِمَعْنى بَدَت وَلم أر هَذَا الْمَعْنى فِي اللُّغَة وَأَن عَيناهَا فَاعله وهمالة تَمْيِيز. وَهَذَا خلاف الظَّاهِر. فَتَأمل.
الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: وَمَا النجدي والمتغور وَهُوَ قِطْعَة من بَيت لجميل بن معمر وَهُوَ:
(وَأَنت امْرُؤ من أهل نجد وأهلنا ... تهام وَمَا النجديّ والمتغوّر)
على أَن الرّفْع فِي مثله أولى من النصب على الْمَفْعُول مَعَه.
قَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل: قَوْلهم: مَا أَنْت وَزيد الرّفْع فِيهِ الْوَجْه لِأَنَّهُ
عطف اسْما ظَاهرا على اسْم مُضْمر مُنْفَصِل وأجراه مجْرَاه وَلَيْسَ هُنَا فعل فَيحمل على الْمَفْعُول فَكَأَنَّهُ قَالَ: مَا أَنْت وَمَا زيد وَهَذَا تَقْدِيره فِي الْعَرَبيَّة وَمَعْنَاهُ لست مِنْهُ فِي شَيْء وَهَذَا الشّعْر كَمَا أصف لَك ينشد:
(وَأَنت امْرُؤ من أهل نجد وأهلنا ... تهام فَمَا النجديّ والمتغوّر)
وَكَذَلِكَ قَوْله:
(تكلّفني سويق الْكَرم جرم ... وماجرم وَمَا ذَاك السويق)
فَإِن كَانَ الأوّل مضمراً مُتَّصِلا كَانَ النصب لِئَلَّا يحمل ظَاهر الْكَلَام على مُضْمر تَقول: مَالك وزيداً فَإِنَّمَا تنهاه عَن ملابسته إِذْ لم يجز وَزيد