وَهَذَا خلاف مَا نَقله ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء أَن مية بنت فلَان ابْن طلبة ابْن قيس وَهِي غير الخرقاء فَإِن الخرقاء من بني الْبكاء بن عَامر وَكَانَ سَبَب تشبيبه بهَا أَنه مر فِي بعض أسفارة بِبَعْض الْبَوَادِي وَإِذا خرقاء خَارجه من خباء لَهَا فَنظر إِلَيْهَا فَوَقَعت فِي قلبه فخرق إداوته ودنا مِنْهَا وَقَالَ إِنِّي رجل على ظهر سفر
وَقد تخرقت إدواتي فأصلحيها يستطعم بذلك كَلَامهَا فَقَالَت وَالله إِنِّي مَا أحسن الْعَمَل وَإِنِّي لخرقاء والخرقاء الَّتِي لَا تعْمل بِيَدِهَا شَيْئا لكرامتها على أَهلهَا فشبب بهَا وسماها خرقاء وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول سمي ذَا الرمة لِأَنَّهُ خشِي عَلَيْهِ الْعين وَهُوَ غُلَام فَأتي بِهِ إِلَى شيخ من الْحَيّ وصنع لَهُ معَاذَة وشدت فِي عضده بِحَبل وَالْمَشْهُور القَوْل الأول قَالَ حَمَّاد الراوية امْرُؤ الْقَيْس أحسن الْجَاهِلِيَّة تَشْبِيها وَذُو الرمة أحسن الْإِسْلَام تَشْبِيها وَمَا أخر الْقَوْم ذكره إِلَّا لحداثة سنه وَأَنَّهُمْ حسدوه وَكَانَ الفرزدق وَجَرِير يحسدانه على شعره ولقيه جرير فَقَالَ هَل لَك فِي المهاجاة قَالَ لَا قَالَ كَأَنَّك هبتني قَالَ لَا وَالله وَلَكِن حَرمك قد هتكهن السّفل وَمَا أرى فِي نسوتك مترقعا قَالَ أَبُو الْمطرف لم يكن أحد من الْقَوْم فِي زَمَانه أبلغ مِنْهُ وَلَا أحسن جَوَابا وَلَقَد عَارضه رجل بسوق الْإِبِل فِي الْبَصْرَة يهزأ بِهِ فَقَالَ يَا أَعْرَابِي أَتَشهد بِمَا لَا ترى قَالَ نعم أشهد بِأَن أَبَاك ناك أمك