أسعده الله وظهر له في توشيح هذا البيت نظم مفيد، ولا ينكر حسن هذا التوشيح للقاضي السعيد، والله تعالى يكرم مثواه في الآخرة بتشييد هذا البيت وقيام شعاره، ولا زالت أنامل بره تتختم بخواتيم الخبر وتنقل أحاديث المحاسن بفصها في أخباره.

"ومثله قولي": في تقريظ كتبته لأقضى القضاة، ولي الدين القرشي، على كتابه المسمى: "بعمدة المناسك" "وهو": والله تعالى يزيد صناعة هذا النسك بهجة على كل ناظم، ويجعله لأعماله الصالحة المقبولة من أحسن الخواتم.

"وتقدم لي بالديار المصرية" بشارة بوضع المقر الأشرف، سيدي موسى ولد المقام الشريف المؤيدي -سقى الله من غيث الرحمة ثراه- من رأس القلم بالحضرة الشريفة جاءت نسيج وحدها، وواسطة عقدها. "منها": حملت به أمه وأبرزته كشمس الحمل1 بهجة ونورًا، وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا ولكن ملأ الدنيا سرورًا.

"وتوجهت"، بعد ذلك التاريخ، إلى المقر ثغر الإسكندرية المحروسة في مهم شريف، فورد على نائب الثغر المحروس بشارة شريفة، بمولد سيدي المقر الأشرف الناصري، محمد ولد المقام الشريف المؤيدي -نوّر الله ضريحه- فركب نائب السلطنة الشريفة بالثغر منها، "وهو": أكرم بها صحيفة محمدية أمسى بها كل قلب مأنوسًا، وتلت مسرتها من تقدم قبلها من الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى. فالحمد لله على تواتر هذه التهاني التي أتهم بها كل حادٍ وأنجد، وعمت بركتها بإبراهيم وموسى ومحمد، والله تعالى يوصل أحاديث التهاني المؤيدية ليتسلسل كل حديث بمسنده، ولا برحت الخواطر الشريفة مسرورة بمحمد وحديثه ومولده.

"ومن ذلك"، قولي في ختام تقليد قاضي القضاة ولي الدين العوافي بقضاء قضاة الشافعية، بالديار المصرية والممالك الإسلامية، "وهو": والله تعالى يطلق له أعنة الإقبال، وينيله من نعمه ما لا يخطر قبل وقوعه ببال، ويحلي به جيد الدهر وقد تحلى بعدما ذهب رونقه وزال، كما أحسن له في البداية، أن يحسن إليه في النهاية، حتى يقول الحمد لله على كل حال.

"ومثله" في الحسن، ختام تقليد قاضي القضاة أبي البقاء علم الدين صالح البلقيني، "وهو": والله يرفع علم علمه على كل غاد ورائح، ويجعل كلًّا من عمله وحكمه واسمه الكريم صالِحًا في صالح في صالح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015