النبوي وبقية العلوم، بحيث لا يخلو هذا الشرح الغريب من الغرائب، فإن الظاهر من كلامهم أن الاقتباس مقصور على القرآن والحديث. فمما وقع من الحديث النبوي قول الصاحب بن عباد:

أقول وقد رأيت له سحابا ... من الهجران مقبلة إلينا

وقد سحت غواديها بهطل ... حوالينا الصدود ولا علينا

الصاحب اقتبس من قوله عليه الصلاة والسلام، حين استسقى وحصل نزول مطر عظيم: "اللهم حوالينا ولا علينا".

"ومنه" قول أبي الحسن علي بن المفرج المنجم، لما احترقت دار الوجيه بن صورة بمصر:

أقول وقد عاينت دار ابن صورة ... وللنار فيها مارج يتضرم1

كذا كل مال أصله من نهاوش ... فعما قليل في نهاير يعدم2

وما هو إلا كافر طال عمره ... فجاءته لما استبطأته جهنم

اقتبس من قوله صلى الله عليه وسلم: "من أصاب مالًا من نهاوش أهلكه الله في نهابر". النهاوش: بالنون المظالم. والنهابر: المهالك، الواحد نهبور.

"ومنه" قول شمس الدين محمد بن عبد الكريم الموصلي:

ومنكر قتل شهيد الهوى ... ووجهه ينبئ عن حاله

اللون لون الدم من خده ... والريح ريح المسك من خاله

اقتبس من قوله صلى الله عليه وسلم، في وصف دم الشهيد: "اللون لون الدم، والريح ريح المسك".

ومن اقتباسات الحديث في النثر، قول الحريري في المقامات: إنما الأعمال بالنيات، وبها انعقاد العقود الدينيات. ومنه قوله: شاهت3 الوجوه. وقبح اللكع4 ومن يرجوه. اقتبس من قوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وقد رمى الكفار بكف من الحصى: "شاهت الوجوه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015